حرية التعبير في الراب: الخط الأحمر بين الفن والأخلاق
السؤال ديال هاد المقال مهم بزاف و كيمس جوهر الثقافة ديال الراب، خصوصاً فالسياق ديال الكلاشات و البيف، اللي فيهم الحدود ما كتكونش واضحة دائماً بين حرية التعبير و الأخلاق. غادي نقسمو الجواب لثلاث مستويات أساسية باش نفهمو هاد التعقيد.
1. الراب وحرية التعبير: فن الاحتجاج و الحرب الكلامية
الراب، بطبيعته، هو ثقافة خارجة على المألوف، و كيعتمد بزاف على التعبير الحر و الصراحة اللي ربما تكون شي مرات عنيفة. فمن بداياته فالأحياء المهمشة، كان وسيلة باش يعبرو الشباب على الغضب، التهميش، و المشاكل اللي كيعيشوها.
فالكلاشات، كيولي التعبير أكثر حدّة، حيت كيدخلو الروابا في إطار ما يمكن نسميوه “حرب كلامية”. الهدف غالباً هو تحطيم صورة الخصم و التنقيص منو قدام الجمهور. هادشي كيعكس واحد المفهوم ديال “ما كاين حتى قواعد فالحرب”، ولكن حتى الحرب عندها شرف كيما كيتقال، و الراب كذلك.
2. الخط الأحمر: واش كاين؟
هنا كتجي القضية الأخلاقية: واش كاين شي خطوط حمراء خاص الرابور ما يتجاوزهاش؟
أ. العائلة والحياة الخاصة
كاينين اللي كيعتابرو أن الضرب فالعائلة أو الزوجة أو الأولاد، راه تجاوز للحدود و قلة احترام، حيت كيمس ناس ما عندهم حتى علاقة بالراب أو بالبيف. ولكن كاينين اللي كيستعملو هاد المواضيع كسلاح نفسي، باش يزيدو يحميو الأعصاب ديال الخصم و يخرجوه من القوة ويدفعوه يرد بضعف و بعاطفية.
ب. الإهانات الجسدية أو الفكرية
قضية أخرى حتى هي كاينة و كنسمعوها بزاف فالكلاشات فالراب المغربي، و هي الكلاشات اللي كتمس الإعاقة، الأصل، ولا الفكر الديني مثلاً. فكتولي القضية قريبة للتمييز أو الكراهية، وهادشي كيطرح إشكال كبير. بعض الروابا كيستعملو هاد النوع من الكلاش باش يزيدو يبينو الخصم قل منهم، ولكن جمهور اليوم ولى واعي، و كيبدا يفرق بين العبقرية في الكلاش و المعيار بشي حاجة جيال الله كيما كنقولو.
WATCH Pause Flow Vs L’Morphine | Voted the best Moroccan rap beef of all time
أمثلة على بيفات تجاوزت الحدود
التاريخ ديال الراب المغربي عامر بأمثلة على بيفات وصلت فيها الأمور للمسائل الشخصية:
- بوز ضد مسلم: فاش قرر مسلم يرد على بوز في كليب، كان بوز تحت ضغط كبير، وداكشي خلاه يطلق تراك “أزول” اللي جبد فيه العالم كامل. دخل بوز في أمور شخصية، بحال طلاق مسلم من أم أولاده وزواجه بأمل صقر، واستعملها كوسيلة باش يعاير مسلم و يقول أنه “شتت الشمل ديال عائلتو”. كما أنه جبد الأم ديال سهيل فاش قالو الهضرة اللي باغي تقولهالي قولها لمك تشد طريق الله. و حتى اليوتيوبرز بحال فاميليا دخلات في الكلاش، وعايرها بوز شخصيًا بأنها “لا دين لا ملة”.
- الدون بيغ ضد ديزي دروس: في كلاش “المتنبي” و”170kg”، تجبدات الزوجة ديال ديزي دروس بأنها “عاهرة” و أن ديزي تزوج بها. كما أن الديزي دروس قال للبيغ أنه كيتبادل مع مراتو السترينغات. هادشي كيبين استهداف واضح للعنصر النسوي في الكلاش، وكأن الأمر هو إلا بغيتي تربح، خاصك تلقى شي بلان على الزوجة ديال الرابور.
- الديب ضد وانزا: هاد البيف تميع لدرجة كبيرة، حيت بجوجهم جبدو العائلات ديال بعضياتهم. الديب قال لوانزا: “عارف ماماك كانت كدور وباباك كان غايب”، ووانزا رد عليه: “راه باباك غتاصب قاصرة وتزوج بيها غا باش ميسميوكش ولد العاهرة”.
3. الرؤية الفلسفية والأخلاقية للموضوع
من منظور أخلاقي وفلسفي، الراب كيبان عميق بزاف، حيث كيتعلق بالتوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الأخلاقية، خصوصاً ففن بحال الراب اللي كيخدم بلغة الشارع و كيقرب بزاف من العنف خارج الراب أحيانا.
أ. حرية التعبير مقابل الأخلاق: جون ستيوارت ميل وإيمانويل كانط
- جون ستيوارت ميل: الفيلسوف الليبرالي، كيدافع على حرية التعبير المطلقة، إلا إيلا كانت كتآذي الآخر بشكل مباشر. من منظوره، الرابور يقدر يسب ويعاير، ولكن إيلا دخل فـ أعراض الناس وسبب ليهم ضرر نفسي حقيقي (عائلة، مرض، إعاقة…)، هنا خصّو يتحمل المسؤولية.
- إيمانويل كانط: الفيلسوف الأخلاقي، كيدافع على مبدأ “عامل الآخرين كما تحب أن تُعامل”. فالسياق ديال الراب، الكلاش خاصو يبقى فني، أما دخول الحياة الخاصة راه نوع من استعمال الآخر كأداة، و هادشي كانط كيعتبره غير أخلاقي.
ب. الغاية تبرر الوسيلة؟ مع نيتشه وميكيافيلي
- نيتشه: يمكن يشوف الكلاشات القاسية تعبير على “إرادة القوة”، وأن الرابور القوي ما خاصوش يخاف من الهضرة على عائلتو ومراتو وعيوبو. ولكن نيتشه كان كيحترم الفرد القوي بذاته، ماشي اللي كيطيح الآخر فقط باش يبان.
- ميكيافيلي: المعروف بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، كيشوف أن باش تربح الصراع، خاصك دير أي حاجة. فإيلا كان الهدف ديالك تحكم فالساحة، فخاصك تجبد أيتها حاجة باش تبان نتا اللي رابح. و لكن هاد الرؤية براغماتية بلا أخلاق، كتعتمد فقط على النتيجة، ماشي على المبادئ.
فلسفة الفن: واش نربح بلا أخلاق ولا نخسر بأخلاق؟
الراب كفن احتجاج، بحال المسرح اليوناني أو الكوميديا السوداء، هو وسيلة باش نفضحو الواقع و نعريو المعاناة، ماشي باش نسبو و نعايرو بلا حدود. الرابور الحقيقي خاصو يكون فنان، ماشي غا كيعاير، و خاصو يعرف كيفاش يستعمل بلان شخصي ديال الآخر بفن ماشي كمعيار فقط. حيت الكلمة عندها وزن وكتصنع صورة فالمجتمع. إيلا كان الرابور كينشر العنف اللفظي، الكراهية، السخرية من الجسد أو العائلة، راه كيساهم فـ تطبيع العنف الثقافي. إذن، الراب فن كيعبر، ولكن خصو يترفع على الهضرة ديال الحمام و العيالات و يعتمد على الإبداع.
الراب مافيهش رقابة أخلاقية صارمة، ولكن فيه وعي جماعي كيتشكل مع الوقت. الرابور اللي كيهجم على حياة الناس الخاصة كيراهن على “الضربة القاضية” و كيتوقع أنه غيسالي مع بنادم، ولكن كيتحمل رد الفعل ديال الجمهور و العواقب حيت كنبقاو بشر فاللخر و عندنا مشاعر.
